الأربعاء, 24 ديسمبر 2025
مادة إعلانية

معاناة أطر التعليم بالهوامش والقرى تفضح هشاشة البنية التحتية

الاثنين 22 ديسمبر 2025
معاناة أطر التعليم بالهوامش والقرى تفضح هشاشة البنية التحتية

البوابة بريس – يوسف وفقير

تتواصل معاناة نساء ورجال التعليم بعدد من المؤسسات التعليمية، في ظل واقع بنيوي هش يتسم بغياب مسالك طرقية لائقة وآمنة، تؤمّن الولوج السلس إلى مقرات العمل، خصوصا بالمؤسسات التي أُحدثت في هوامش المدن والمجالات شبه الحضرية والقروية، تحت شعار تقريب المدرسة من الساكنة، دون استحضار الشروط الأساسية المرتبطة بالسلامة وجودة الولوج.

وقد كشفت التساقطات المطرية الأخيرة، التي عرفتها المملكة خلال الأيام الماضية، عن حجم الاختلالات التي تطبع البنية التحتية المحيطة بعدة مؤسسات تعليمية، حيث تتحول الطرق والمسالك غير المعبدة إلى أوحال وبرك مائية، تجعل الوصول إلى هذه الفضاءات التربوية مغامرة يومية محفوفة بالمخاطر. وضعٌ يدفع العديد من سائقي سيارات الأجرة ووسائل النقل الخاصة إلى رفض إيصال الأطر والتلاميذ، فيما يعجز حتى من يتوفر على وسيلة نقل شخصية عن تجاوز هذه المسالك إلا بشق الأنفس.

ولا تقتصر تداعيات هذا الوضع على تعثر السير العادي للدراسة، بل تمتد لتؤثر بشكل مباشر على نفسية الأطر التربوية وأولياء الأمور، الذين يجدون أنفسهم مجبرين على مواجهة ظروف قاسية بشكل يومي من أجل ضمان التحاق أبنائهم بمقاعد الدراسة. وتبرز العديد من المؤسسات التعليمية بهوامش المدن، كنماذج صارخة لهذه المعاناة، حيث يصفها عدد من العاملين بها بـ"المنفى الجماعي"، بالنظر لما يكابدونه من إرهاق نفسي وجسدي خلال تنقلاتهم اليومية.

ويصل الأطر التربوية إلى مقرات عملهم وهم محملون بضغط نفسي كبير، بعد معاناة طويلة مع مسالك مشوهة وبنية تحتية مهترئة، في مدن يُفترض أن تكون نموذجا لمغرب المونديال، لما تحمله من رمزية وموقع استراتيجي. غير أن الواقع يكشف عن مفارقة صارخة، حيث تحظى الشوارع والمحاور الرئيسية بالعناية والتأهيل، مقابل إهمال العمق والهوامش، التي لا تزال طرقها ومسالكها في وضعية متردية، تعيد إلى الأذهان مشاهد من زمن غابر، مليئة بالحفر والأوحال، إلى درجة أن حتى الدواب تأبى المرور منها.

ويزداد هذا الوضع تأزما في ظل غياب الإحساس بخطورة هذه المعضلة لدى عدد من المسؤولين المحليين، في وقت تستعد فيه البلاد لاحتضان تظاهرات كبرى من حجم كأس أمم إفريقيا، ما يطرح تساؤلات مشروعة حول أولويات التدبير الترابي. فقد شهدت إحدى الطرق المؤدية إلى المؤسسة التعليمية، صباح اليوم، حادثة لافتة تمثلت في غرس سيارة خاصة تقل مربيتين داخل الوحل، حيث تحولت المركبة إلى كتلة من الطين، وتعرضت لأعطاب جسيمة ستكلف صاحبتها ما يعادل ميزانية شهرين أو أكثر لإصلاحها، فضلا عن معاناة نفسية وجسدية لا تقل قسوة.

وتعيد هذه الوقائع إلى الواجهة مطلبا ملحا يتعلق بضرورة إيلاء البنية التحتية المحيطة بالمؤسسات التعليمية ما تستحقه من عناية، باعتبارها جزءا لا يتجزأ من إصلاح المدرسة العمومية، وضمان كرامة الأطر التربوية وسلامة التلاميذ، بدل الاكتفاء بخطابات الإصلاح دون تنزيل فعلي على أرض الواقع.

 


مقالات ذات صلة

التهراوي يترأس المجلس الإداري لوكالة الدم ويؤكد على الجودة والسلامة
مجتمع

التهراوي يترأس المجلس الإداري لوكالة الدم ويؤكد على الجودة والسلامة

يوسف وفقير – الرباطترأس وزير الصحة والحماية الاجتماعية، السيد أمين التهراوي، اليوم الأربعاء 24 دجنبر 2025، أشغال الدورة الثانية للمجلس...

0 تعليقات
حموشي يقرر صرف منحة مالية استثنائية لفائدة جميع موظفات وموظفي الأمن الوطني
مجتمع

حموشي يقرر صرف منحة مالية استثنائية لفائدة جميع موظفات وموظفي الأمن الوطني

البوابة بريس- الرباطقرر المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني، عبد اللطيف حموشي، صرف منحة مالية استثنائية برسم سنة 2025...

0 تعليقات

النشرة الإخبارية

اشترك في النشرة الإخبارية لتصلك التحديثات الجديدة يوميًا

نحن نحترم خصوصيتك. لن نشارك بريدك مع أي طرف ثالث.

تعليقات الزوار (0)

لا توجد تعليقات بعد

كن أول من يعلق على هذا المقال

أضف تعليقًا

سيتم مراجعة تعليقك قبل النشر

اشترك في نشرتنا البريدية

احصل على آخر الأخبار والتحديثات مباشرة إلى بريدك الإلكتروني

جميع الحقوق محفوظة لموقع bawabapress.com © 2025
شروط الاستخدام سياسة الخصوصية تم إنشاء وإدارة الموقع بواسطة AppGeniusSARL