يوسف وفقير - الرباط
عبر عزيز أخنوش، رئيس الحكومة، اليوم الخميس، عن أسفه العميق لـ "التطورات المؤسفة: التي شهدتها عدد من مدن المملكة خلال اليومين الماضيين، مؤكدا أن تلك الأحداث عرفت تصعيدا خطيرا مس بالأمن والنظام العامين، وأدى إلى إصابة المئات من عناصر القوات العمومية، فضلا عن إلحاق خسائر بالممتلكات العامة والخاصة. وأضاف أن "المؤسف أكثر هو تسجيل وفاة ثلاثة أشخاص، رحمهم الله"، وهو ما يضاعف حجم المأساة التي رافقت هذه الاحتجاجات.
ووفق المعطيات الرسمية لوزارة الداخلية، فإن الوفيات الثلاث مرتبطة مباشرة بأعمال العنف والشغب التي اندلعت مساء الأربعاء بمنطقة القليعة بعمالة إنزكان أيت ملول، حيث حاولت مجموعة من الأشخاص اقتحام مركز للدرك الملكي والاستيلاء على الذخيرة والعتاد والأسلحة الوظيفية، وهو ما تطلب تدخلا أمنيا عاجلا انتهى بالحادث المأساوي.
وفي كلمته الافتتاحية لأشغال المجلس الحكومي، نوّه أخنوش بالتدخلات "النظامية والاحترافية" التي قامت بها مختلف الأجهزة الأمنية، مؤكدا أنها تواصل أداء واجبها الدستوري المتمثل في حماية الأمن والاستقرار، وصون الحقوق، والحريات الفردية والجماعية. وشدد على أن "الحكومة، بمختلف مكوناتها السياسية، كانت منذ البداية حريصة على التفاعل مع المطالب التي عبرت عنها فئة واسعة من شباب المغرب".
كما أبرز رئيس الحكومة أن السلطة التنفيذية تعلن "استعدادها التام للانفتاح على الحوار والنقاش من داخل المؤسسات والفضاءات العمومية، باعتبار أن المقاربة التشاركية والحوارية هي السبيل الأمثل لمعالجة التحديات الاجتماعية المطروحة، وتسريع وتيرة تفعيل السياسات العمومية الكفيلة بالاستجابة لتطلعات المواطنين".
وتأتي هذه التصريحات في سياق موجة احتجاجات شبابية غير مسبوقة شهدتها مدن عدة منذ السبت الماضي، دعت إليها مجموعة شبابية ناشئة تطلق على نفسها اسم "جيل زد 212 (GEN Z 212). وقد رفعت هذه الحركة مطالب اجتماعية تتعلق أساسا بتحسين التعليم وتجويد المنظومة الصحية وفتح آفاق أوسع للتشغيل، قبل أن تتطور الاحتجاجات في بعض المناطق إلى مواجهات عنيفة وأعمال تخريبية أثارت جدلا واسعا.
وتشير معطيات ميدانية إلى أن التنسيق بين المشاركين في هذه التعبيرات الشبابية يتم في الغالب عبر تطبيقات التواصل الرقمي مثل "ديسكور"، ما يعكس الطابع الجديد والمنظم نسبيا لهذه الحركات التي مازالت هويتها التنظيمية غير واضحة.
وبينما تؤكد الحكومة أنها ماضية في اعتماد الحوار كمدخل لمعالجة هذه التوترات، يبقى الرهان الأكبر هو استعادة الهدوء وضمان عدم انزلاق الاحتجاجات السلمية إلى موجات من العنف، بما يحافظ على صورة المغرب في لحظة دقيقة يتهيأ فيها لتنظيم تظاهرات كبرى، وتتابعها أنظار العالم، خاصة في القارة الإفريقية.
يوسف وفقير - الرباطفي مشهد وطني مهيب، احتشدت ليلة الجمعة جموع المواطنين بشارع محمد الخامس بالرباط، على مقربة من مبنى...
يوسف وفقير - الرباطوفقا لتقارير إعلامية، يسعى عز الدين ميداوي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، إلى إعادة إطلاق قنوات...
اشترك في النشرة الإخبارية لتصلك التحديثات الجديدة يوميًا
كن أول من يعلق على هذا المقال
احصل على آخر الأخبار والتحديثات مباشرة إلى بريدك الإلكتروني