نهائي للتاريخ في لوسيل.. المنتخب المغربي الرديف يتوج بكأس العرب 2025 بعد ملحمة أمام الأردن

يوسف وفقير - الرباط

كتب المنتخب الوطني المغربي الرديف صفحة جديدة في سجل الكرة العربية، بعدما توج بلقب كأس العرب قطر 2025، عقب فوزه المثير على المنتخب الأردني بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدفين، في نهائي مشحون بالإثارة امتد إلى الأشواط الإضافية، مساء اليوم الخميس، على أرضية ملعب "لوسيل: المونديالي، وسط أجواء مطرية وحضور جماهيري غفير.

ودخل "أسود الأطلس" المواجهة بثقة عالية، ولم ينتظروا طويلا لفرض بصمتهم، بعدما فاجأ أسامة طنان الجميع بتسديدة خرافية من وراء خط منتصف الميدان في الدقيقة الرابعة، استقرت في شباك الحارس يزيد أبو ليلى، موقعا على هدف يعد من أجمل أهداف البطولة، إن لم يكن الأجمل.

ورغم التقدم المبكر، واصل المنتخب المغربي سيطرته على مجريات اللعب، بضغط عال وامتلاك للكرة، مع تنظيم محكم في وسط الميدان بقيادة ربيع حريمات، في وقت بدا فيه المنتخب الأردني متأثرا ببداية مغربية قوية.

وتلقى الطاقم التقني ضربة مبكرة بإصابة المهاجم كريم البركاوي في الدقيقة الـ17، ما اضطر المدرب طارق السكتيوي لإقحام أشرف المهديوي، دون أن يتغير إيقاع اللقاء، لينتهي الشوط الأول بتقدم مغربي مستحق.

ومع انطلاق الشوط الثاني، انتفض المنتخب الأردني ونجح في تعديل الكفة عبر علي علوان برأسية محكمة في الدقيقة الـ48، قبل أن يعود اللاعب نفسه ليوقع الهدف الثاني من ركلة جزاء في الدقيقة الـ68، مانحا التقدم لـ"النشامى" في سيناريو قلب الموازين.

غير أن رد "أسود الأطلس" جاء في الوقت المناسب، حيث كثفوا ضغطهم في الدقائق الأخيرة، ليتمكن البديل عبد الرزاق حمد الله من إدراك التعادل في الدقيقة الـ87، مستغلا كرة مرتدة داخل منطقة الجزاء، ليجر النهائي إلى الأشواط الإضافية وسط فرحة عارمة في المدرجات وداخل المغرب.

وخلال الشوط الإضافي الأول، واصل المنتخب المغربي بحثه عن هدف الحسم، ليأتي الخلاص مجددا بأقدام حمد الله في الدقيقة الـ100، بعد تمريرة حاسمة من مروان سعدان، مؤكدا حضوره القوي في المواعيد الكبرى.

ورغم محاولات المنتخب الأردني للعودة في النتيجة، اصطدم بتماسك دفاعي مغربي وانضباط تكتيكي عال، مع تألق الحارس المهدي بنعبيد، لتنتهي المواجهة بتتويج مستحق للمنتخب الوطني الرديف.

وبهذا الإنجاز، يحرز المغرب لقبه الثاني في تاريخ كأس العرب بعد تتويج 2012، مؤكدا عمق خزان الكرة الوطنية، وقدرتها على المنافسة والتتويج، مهما اختلفت الأسماء وتبدلت الأجيال.