يوسف وفقير - الرباط
دعا شكيب بنموسى، المندوب السامي للتخطيط، إلى إرساء آليات أخلاقية تُسهم في الحد من التوترات المتصاعدة المرتبطة باستخدامات الذكاء الاصطناعي، لاسيما في المجالات ذات الطابع الاقتصادي والسيادي والدفاعي. واعتبر أن هذا التحول التكنولوجي، الذي أصبح يُستغل فعليا في النزاعات المسلحة، قد يهدد فرص الاستفادة المثلى منه في قطاعات حيوية مثل الفلاحة، والتعليم، والصحة، والحكامة، ما لم يتم تطويق مخاطره وتوجيهه بشكل عقلاني ومسؤول.
كلام بنموسى جاء خلال مشاركته، اليوم الأربعاء، في أشغال اليوم الثاني من المناظرة الوطنية حول الذكاء الاصطناعي، المنظمة من طرف وزارة الانتقال الرقمي والتنمية المستدامة تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، حيث شدد على أن مقاربة الذكاء الاصطناعي في إفريقيا ينبغي أن تُبنى على شراكات استراتيجية وتحالفات فعالة، تُمكن القارة من الاستجابة لحاجياتها الخاصة، تماشيا مع مضامين أجندة إفريقيا 2063.
وأكد رئيس لجنة النموذج التنموي الجديد أن غياب هذه التحالفات يعيق بشكل واضح تبني استخدامات أخلاقية وفعالة للذكاء الاصطناعي، كما يُعطل إرساء أطر تنظيمية ضرورية لمواكبة التحولات الرقمية. وأضاف أن التحديات التكنولوجية الراهنة تجعل من الصعب على أي دولة في الجنوب العالمي، بمفردها، مواجهة التطورات المتسارعة، داعيا إلى تطوير أدوات وبرمجيات مفتوحة تُراعي الخصوصيات المحلية، وتسهم في بناء الكفاءات الوطنية.
وفي سياق متصل، حذّر بنموسى من أن اقتصار التعاون الدولي في هذا المجال على الدول المتقدمة من شأنه أن يُقصي دول الجنوب من الاستفادة العادلة من فرص الثورة الرقمية. وشدد على أهمية أن تكون الدول النامية، خاصة في إفريقيا، فاعلة في صياغة القواعد التنظيمية الخاصة بالذكاء الاصطناعي، وتعزيز أوجه التعاون والتكامل فيما بينها.
كما أشار إلى أن النقاش حول الذكاء الاصطناعي داخل الاتحاد الإفريقي يشهد دينامية واعدة، لكنه لا يزال في حاجة إلى دعم أقوى لضمان تحقيق الأهداف المرجوة، خصوصا فيما يتعلق بتوفير فرص التكوين، وتبادل الخبرات، والانفتاح على المجتمع المدني. ولفت إلى أن معظم المبادرات الإفريقية لا تزال في بداياتها، ما يستدعي العمل على توسيعها وتعزيز حضور صوت الجنوب العالمي في النقاشات الدولية المرتبطة بالمجال.
وأكد بنموسى أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد تصور مستقبلي، بل أصبح واقعا ملموسا له أثر مباشر على الاقتصاد وأساليب اتخاذ القرار، مشددا على أن هذه التقنية تمثل اليوم ركيزة أساسية في التحول التنموي، رغم ما تطرحه من تحديات، أبرزها التحيزات الخوارزمية والمخاطر الأخلاقية والديمقراطية، لاسيما فيما يتعلق بالسيادة الرقمية والشفافية.
واعتبر المندوب السامي للتخطيط أن مواجهة هذه التحديات تتطلب تعبئة وطنية شاملة، تُوحد الرؤى وتُحدد الأهداف بدقة، مع تعزيز التنسيق بين الفاعلين في كل بلد، من أجل تطوير ذكاء اصطناعي مسؤول وآمن. واختتم بنموسى مداخلته بالتأكيد على أن الذكاء الاصطناعي أصبح اليوم مجالا لتنافس دولي محتدم، تشارك فيه القوى الكبرى والشركات التكنولوجية العملاقة، مثل الولايات المتحدة والصين، ما يستوجب من دول الجنوب توحيد صفوفها لضمان موقع فاعل في هذا السباق العالمي.
يوسف وفقير - الرباطأكد المصطفى الغزال، الرئيس الأول لمحكمة الاستئناف بالرباط، أن مهنة التوثيق العدلي مطالبة اليوم بالحفاظ على أصالتها...
يوسف وفقير - الرباطشهدت مدينة سلا، أمس الأربعاء، توقيع سلسلة من بروتوكولات الاتفاق والتعاون بين وزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة وعدد من...
اشترك في النشرة الإخبارية لتصلك التحديثات الجديدة يوميًا
كن أول من يعلق على هذا المقال
احصل على آخر الأخبار والتحديثات مباشرة إلى بريدك الإلكتروني