بقلم: وردة أحرون-إيموزار كندر
في مدينة إيموزار كندر، حيث يشتد الصقيع في فصل الشتاء، تتحول الحياة اليومية إلى معركة مفتوحة مع البرد القارس. الفلاحون يجدون أنفسهم أمام محاصيل مهددة بالانهيار، إذ تتعرض أشجار التفاح والمنتوجات الزراعية للتلف تحت وطأة الجليد، ما يضع الأسر الفلاحية في مواجهة مباشرة مع الخسارة وانعدام الدخل. هذه الأزمة المناخية لا تقف عند حدود الأرض، بل تمتد إلى تفاصيل الحياة الاجتماعية، حيث يضطر الأطفال إلى مغادرة بيوتهم في ساعات الصباح الأولى لمتابعة دراستهم وسط طرق زلقة ودرجات حرارة متجمدة، في مشهد يومي يختزل معاناة الطفولة في مواجهة الطبيعة القاسية.
في ظل هذا الوضع، يصبح غلاء الحطب وقنينات الغاز عبئاً إضافياً على الأسر، إذ يضطر الكثيرون للاختيار بين توفير التدفئة أو سد حاجات أخرى أساسية. الأسعار المرتفعة تحوّل أبسط وسائل التدفئة إلى رفاهية غير متاحة، بينما يظل البرد سيد الموقف داخل البيوت البسيطة التي تفتقر إلى العزل الكافي. هذه المعاناة المركبة تكشف هشاشة البنية الاجتماعية والاقتصادية، وتفضح غياب سياسات دعم حقيقية تقي الساكنة من آثار المناخ القاسي.
ولا تتوقف المعاناة عند حدود الأسر، بل تمتد إلى عاملات الموقف الفلاحية اللواتي يخرجن في ساعات الفجر الأولى بحثاً عن عمل يومي في الحقول المتجمدة. هؤلاء النساء يواجهن البرد بأجساد منهكة وأيادٍ عارية، مقابل أجور زهيدة لا تكفي لتأمين أبسط ضروريات الحياة. إنهن صورة أخرى للتهميش، حيث يتقاطع الصقيع مع هشاشة العمل غير المنظم ليكشف عن واقع اجتماعي قاسٍ يثقل كاهل النساء ويضاعف من معاناة الساكنة.
التدخلات الرسمية في إيموزار كندر لمواجهة معاناة الساكنة من موجات الصقيع تبقى محدودة وغير ممنهجة. ما يظهر في الواقع هو مشاريع حضرية متعثرة وحملات ظرفية، أكثر من برامج اجتماعية أو فلاحية موجهة مباشرة للتخفيف من آثار البرد.
غياب برامج دعم موجهة: لا توجد مؤشرات واضحة على تدخلات حكومية خاصة بالفلاحين المتضررين من تلف المحاصيل أو بالعائلات التي تواجه صعوبة في توفير التدفئة.
إيموزار كندر ليست مجرد مدينة جبلية تواجه الصقيع، بل هي نموذج لمعاناة ساكنة تُترك وحدها أمام الطبيعة، بلا حماية ولا بدائل، حيث يتقاطع التهميش مع المناخ ليصنع واقعاً يومياً من الألم والصمود.
يوسف وفقير - الرباطصادقت لجنة التعليم والثقافة والاتصال بمجلس النواب، يوم الثلاثاء 3 دجنبر 2025، على مشروع القانون رقم 59.21...
يوسف وفقير - الرباطفعلت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية خطة وطنية شاملة للتغطية الصحية والمراقبة الوبائية، استعدادا لاحتضان المغرب نهائيات كأس...
اشترك في النشرة الإخبارية لتصلك التحديثات الجديدة يوميًا
كن أول من يعلق على هذا المقال
احصل على آخر الأخبار والتحديثات مباشرة إلى بريدك الإلكتروني