بقلم: يوسف وفقير
حين حذرنا، قبل أيام، من تهافت المواطنين على شراء اللحوم بطريقة هستيرية، لم نكن نتنبأ بالغيب، بل كنا نقرأ الواقع بعين العقل. قلنا: حذارمن هذه اللهفة، فإن الذبح علانية توقف، لكن الأسواق تعج بالفوضى، والمجهول يتسلل بهدوء إلى موائد الناس، لكن كأننا كنا نغرد خارج السرب. وكأن ما نقوله يدخل من أذن ويخرج من الأخرى بلا استئذان. وها قد ثبتت الواقعة. مدينة كبيرة بحجم الدار البيضاء، يعثر فيها على عظام وجماجم حمير مذبوحة، لحومها وزعت على الناس.
المؤلم في الحكاية ليس فقط في أن المغاربة أكلوا لحوما لا يعرف مصدرها، بل في أن هذا وقع بكل سهولة. فالذبح السري وجد بابه مفتوحا، مستفيدا من حالة الفوضى وضعف المراقبة، ومن لهفة المواطن الذي لا يسأل: من أين جاء هذا اللحم؟ بل يسأل: بشحال داير الكيلو؟ والكيلو اليوم وصل 150 درهما. نعم، المواطن مسؤول. حين يهرول وراء اللحم كما لو أنه يهرب من مجاعة، فهو لا يفكر إلا في بطنه. لكن االسلطات أيضا شريكة في هذا العبث. كيف توقف الذبح في المجازر بدعوى التنظيم، وتترك السوق في مهب الريح. واش التنظيم هو نسدوا الباب ونخليو السرجم منين يدخل الريح؟
ثم إذا وقع هذا في الدارالبيضاء، فمن يضمن لنا أنه لم يقع في مدن أخرى؟ هل أصبح الأمن الغذائي في المغرب مجرد ضربة حظ؟ هل على المواطن أن يحمل معه -مختبر تحاليل متنقل- كلما أراد شراء نصف كيلو من اللحم؟ أم عليه أن يطلب من الجزار شهادة ميلاد كل خروف؟
المشكل في عمقه، ليس فقط في الحمير التي ذبحت، بل في العقول التي قبلت بهذا الواقع دون اعتراض، وفي نفوس أصبحت تطبع مع الرداءة.
كول واسكت، وخوذ داكشي لي عطا الله… هكذا يراد لنا أن نعيش. صحة الناس ليست سلعة، واللحم إذا لم يكن مضمونا ولا يعرف مصدره، فهو سم على مائدة من يدعي أنه عايش بخير.
ولأننا لا نعلم إن كان ما وقع في البيضاء قد وقع في غيرها، فإننا نقول فقط أن ما حذرنا منه قد وقع.
والله يدير تاويل الخير.
وقع السيد محمد سعد برادة، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، والسيد حسن الورياغلي، رئيس مؤسسة المدى، يوم الأربعاء 04...
أسفرت العمليات الأمنية التي باشرتها مصالح المديرية العامة للأمن الوطني لزجر مختلف مظاهر الغش خلال الامتحانات الوطنية والجهوية للباكالوريا برسم...
اشترك في النشرة الإخبارية لتصلك التحديثات الجديدة يوميًا
كن أول من يعلق على هذا المقال
احصل على آخر الأخبار والتحديثات مباشرة إلى بريدك الإلكتروني