وردة أحرون- ايموزار كندر
في كل مرة يُفقد فيها شاب بسبب دراجة نارية، لا يُفقد جسد فقط، بل يُفقد خطاب كامل كان يمكن أن يُكتب. هؤلاء ليسوا مجرد أرقام في سجلات الحوادث، بل أرواح كانت تبحث عن معنى، عن صوت، عن مكان في مجتمع لا يمنحهم سوى الهامش. إن الحزن على شباب في عمر الزهور لا يجب أن يكون عاطفيًا ، بل هو فقدان لحلم، لطاقة، لصوت كان يمكن أن يُحدث فرقًا.
في الأزقة الضيقة والطرقات السريعة، تتحول الدراجة النارية من وسيلة تنقل إلى رمز للحرية والانعتاق من القيود الاجتماعية. لكنها في واقعنا اليومي، باتت أيضًا مرادفًا للفقدان والمأساة، خاصة حين تُسجّل الأرقام ارتفاعًا مقلقًا في وفيات الشباب بسبب حوادث السير المرتبطة بها.
هذا التناقض بين الحلم والموت يدفعنا إلى مساءلة البنية التي تُنتج هذه الظاهرة: هل هي مجرد تهور فردي؟ أم نتيجة لتراكمات اجتماعية، اقتصادية، ورمزية تُدفع فيها فئات معينة نحو الخطر دون حماية كافية؟
الدراجة النارية كاختيار فردي خارج سلطة الأسرة
في كثير من الحالات، لا يكون للأب أو الأم أي دور مباشر في شراء الدراجة النارية، بل يُقدم الشاب على اقتنائها من ماله الخاص أو عبر قروض بسيطة، مما يعكس استقلالًا رمزيًا عن الأسرة. هذا الاستقلال الظاهري لا يعني بالضرورة نضجًا أو وعيًا، بل قد يكون تعبيرًا عن رغبة في إثبات الذات، أو تحدي السلطة الأبوية التي غالبًا ما تُنظر إليها كقيد.
التهور كنتاج لفراغ تربوي لا لعصيان مباشر.
غياب دور الأسرة لا يعني أنها بريئة تمامًا من المسؤولية. فحين لا يُزرع في الطفل منذ الصغر وعي السلامة، ولا يُفتح معه نقاش حول المخاطر، يصبح التهور نتيجة لفراغ تربوي لا لعصيان مباشر.
التهور هنا ليس فعلًا عدائيًا، بل صرخة غير واعية في وجه مجتمع لا يمنح الشباب مسارات آمنة للتعبير عن أنفسهم.
لماذا تتكرر حوادث الدراجات النارية بين الشباب؟
- غياب التكوين والتأهيل: كثير من الشباب يقودون دون تدريب كافٍ أو وعي بقواعد السلامة.
- ضعف البنية التحتية: الطرق غير المجهزة، غياب المسارات الخاصة، ورداءة الإنارة تساهم في ارتفاع الخطر.
- الضغط الاجتماعي والرمزي: الدراجة تُستخدم أحيانًا كرمز للرجولة أو الاستقلال، مما يدفع البعض للمخاطرة.
- غياب الرقابة الوقائية: بدلًا من العقاب بعد الحادث، أين هي الحملات التوعوية؟ أين هو دور الإعلام في التحذير؟
كيف نعيد صياغة الخطاب حول الدراجة النارية؟
- لا يكفي أن نقول "الشباب متهورون"، بل يجب أن نسأل: ما الذي يدفعهم للمخاطرة؟
- هل يشعرون أن الدراجة هي وسيلتهم الوحيدة للتحرر؟
- هل هناك صمت مجتمعي حول هذه الحوادث لأن الضحايا من الطبقات المهمشة؟
أوقفت عناصر فرقة مكافحة العصابات بالرباط بتنسيق مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني بارون المخدرات "موسى فلكون" الذي كان...
تنفي المديرية العامة للأمن الوطني، بشكل قاطع، صحة الادعاءات المرفقة بصورة منشورة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، زوال اليوم الثلاثاء...
اشترك في النشرة الإخبارية لتصلك التحديثات الجديدة يوميًا
كن أول من يعلق على هذا المقال
احصل على آخر الأخبار والتحديثات مباشرة إلى بريدك الإلكتروني