اختتمت اليوم الثلاثاء 29 أبريل 2025 فعاليات القمة الثقافية في أبو ظبي، والتي انعقدت على مدى ثلاثة أيام تحت شعار "الثقافة من أجل الإنسانية وما بعدها"، بمشاركة شخصيات بارزة في مجالات الفكر، الفنون، والإبداع من أكثر من 90 دولة، من بينها المغرب.
وشارك المغرب في هذه القمة بوفد رسمي ترأسه السيد محمد المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، الذي ألقى كلمة رسمية ضمن الحوار الوزاري في إطار "مونديا كلت" والذي حضره إلى جانب الوزيرسفير المغرب في الإمارات العربية السيد أحمد التازي. وقد تمحورت مداخلته حول الدور المركزي للثقافة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والتجربة المغربية في النهوض بالصناعات الثقافية والإبداعية.
في كلمته خلال الجلسة الوزارية التي نظمت أمس الإثنين أكدوزير الشباب والثقافة والتواصل أن المغرب يعمل، بتوجيهات سامية من جلالة الملك محمد السادس، على تعميم الولوج إلى الثقافة من خلال توسيع البنية التحتية الثقافية وتعزيز تكوين الكفاءات في المجال الثقافي.
وخلال هذه الجلسة التي ناقشت تأثير الذكاء الاصطناعي على الثقافة والإبداع البشري، والتي شارك فيها عدد من وزراء الثقافة من مختلف الدول، أبرز الوزير الدور المحوري للثقافة في التنمية الفردية، وتعزيز التماسك الاجتماعي، وخلق فرص اقتصادية جديدة.
وجدد بنسعيد التأكيد على التزام المغرب بجعل الثقافة جزءا أساسيا من نموذجه التنموي، مشددا على ضرورة توظيف الذكاء الاصطناعي كأداة تعزز قدرات الإنسان ولا تحل محله، كما أشار الوزير إلى مبادرات المغرب في إدماج الذكاء الاصطناعي ضمن القطاعات الثقافية والصناعات الإبداعية، لما لذلك من دور في إبراز التراث الوطني، وجذب السياحة، وتحفيز التعليم، إلى جانب خلق وظائف مبتكرة لفائدة الشباب.
وفي ختام مداخلته، دعا بنسعيد إلى تبني نهج استباقي للتعامل مع التحولات الرقمية، مشددا على أهمية استمرار النقاش العالمي بشأن حماية حقوق المؤلف في العصر الرقمي، لضمان التوازن بين التطور التكنولوجي وصيانة حقوق المبدعين.
مشاركة المغرب في هذا الموعد الثقافي الدولي جاءت لتعكس الحضور القوي الذي باتت تحققه المملكة في المحافل الثقافية العالمية، كما شكلت مناسبة لتبادل الخبرات وتعزيز التعاون بين الفاعلين الثقافيين من مختلف القارات، في أفق بناء شراكات مستدامة تدعم الثقافة باعتبارها عنصرا مركزيا في مواجهة التحديات العالمية المعاصرة.
واختتمت القمة بإجماع المشاركين على ضرورة بناء رؤى ثقافية جديدة أكثر انفتاحا وشمولية، قادرة على التفاعل مع التحولات التكنولوجية والبيئية، وعلى إرساء قيم التضامن والاحترام المتبادل بين الشعوب، مؤكدين في الوقت ذاته على أهمية إشراك الشباب والمجتمع المدني في صنع السياسات الثقافية المستقبلية.